Monday 24 August 2009

أيها العالم ..إني راحل..


أيها العالم ...
أعلن من موقعي الضئيل فيك...
وأنت المشغول عن نفسه بنفسه..
أني راحل..
سأزرع حلما في حفنة ضوء وأحملها...
وأرحل..
لأزرعها في زمن غير زمنك...
وساصعد سلما للسماء...
للستائر المسدلة..
وأبدل آلهتك ...
وأرحل..

* * * * * *

أيها العالم ...
المشغول بشياطينه...
المشغول بإنسه....
وآلهة تطارد شياطينها....
وشياطين تطارد إنسها...
وإنسا يطاردون بعضهم بعضا قرابين آلهة...
آلهة مشغولة عنهم...
آلهتك...
وأرض لا تزال بعذرية الحلم الأول...
إني راحل....

* * * * * *

أيها العالم....
سأتمرد على كل أشجارك...
لا أريد معرفتك ولا خلودك...
ساتمرد على آلهتك وتفاحها....
سأخرج عن نصوص التحريم و الوصايا العشر...
أيها الحلم ...
إني راحل...

* * * * * *

أيها العالم...
إني راحل...
سأخرج من تجاعيد وجهك...
وحزن عينيك...
وكذب أساطيرك...
لن أجالس جلاجامش على باب التيه...
يحادثني عن الخلود...
سأرحل...

* * * * * *

أيها العالم ...
لن أستمع لآدم...
يحدثني عن تفاحته...
خارج الكتب المقدسة..
وطعم الخطيئة الأولى...
سأرحل...

* * * * * *
أيها العالم ...
سأرحل...
سأعود لزمان الغراب الأبيض...
قبل أن يقتل قابيل هابيل...
ولن أردعه...
فإن لم يقتله هو..
فسأفعل أنا...
ولن أنتظر الغراب...
وسأرحل...

* * * * * *

أيها العالم...
سأرحل...
وسأعيد للزمن عذريته الأولى...
وسأتمرد على تعاريف الآلهة...
وزمن الآلهة...
أيها العالم ..
سأرحل...

* * * * * *

أيها العالم...
سأرحل...
على ورقة بيضاء وقلم...
سأرحل...
سأخيط بحروف من لازورد سقف السماء...
وسأرحل...
ولن أنتظر أحدا يعود من البياض...
ليقول لي لي كيف هو الله...
ولا تنتظرني...
فلن أعود ...

Thursday 20 August 2009

الفعل ورد الفعل (2): أوديسوس


من الممارسات الرقابية المتكررة في مجتمعنا العربي من قبل بعض المؤسسات و الأفراد مثقفين كانوا أم لا ، و التي جاءت كنتاج طبيعي للصمت النظامي (العسكري الفكر) من ناحية وتفشي الممارسات الرقابية المستبدة من قبل جميع السلطات الثقافية و الدينية و السياسية من ناحية أخرى ، كانت محاسبة الكتاب و الشعراء و الروائيين على أعمالهم بإعتبارها تمثيلا لتوجهاتهم وأفكارهم ، التي متى خرجت عن حدود الديباجة السلطوية بأنواعها وجبت محاسبتهم هم و أفكارهم .
وذلك تطبيقا لقاعدة الفعل و رد الفعل ، وهي ههنا فرض لخيال السلطة فوق سلطة الخيال ، وذلك للوصول لحالة من الصفرية برد فعل لفعل ما ، في حين أن ذلك لاينطبق على الإنسان لأنه كائن (لاصفري) فكريا . لأن الخيال الإنساني عموما وللشاعر والروائي و الكاتب خصوصا لايلبث دوما أن يخرج ويحيد كثيرا عما أريد له ان يكون وأن يكتب حتى بالنسبة لكاتبه ، فالشعراء وا لروائيون في كثير من الأحيان يجدون أنفسهم إلى جانب أبطالهم على المسرح الورقي لا يعلمون ماذا تحمل لهم أوراقهم المقبلة في عالم من ورق وهم فيه كائنات حبرية يعيشون يومهم بورقته ليس إلا ، على حلبة السلطة الوحيدة فيها هي سلطة الخيال و التي لا يمكن أن تكون خيالا مالم تخرج عن المألوف ‘ لذا فنحن دوما نجد للشعراء و للكتاب و للروائيين قبل البدء في أي عمل الفني ترتيبا ما للأحداث و الأفكار والتسلسل فيما بينهم جميعا سرعان ما يتغير لأن كل كائن حبري يتمتع بإستقلاليته داخل العمل الفني ممايعطيه القوة لفرض منطقه أيا كان. بل وفي كثير من الأحيان – لتحري الدقة –، فالشاعر و الروائي لا يعدو أن يكون كاتبا لدى أبطاله يسجل أحداثهم ، يملوون عليه رؤآهم ويحاورونه و يحاورهم ، يختلفون و يتفقون ، ويتواجهون ويهربون ، ويحتدون كثيرا بل أن بعض الشخوص ينتفضون على دكتاتورية القلم و الخيال على الورق.. عالمهم فينسحبون إلى البياض ، وكل ذلك في النهاية هو إضافة لزخم العمل الفني.
وذلك مايفسر في كثير من الأحيان ظهور أجزاء لاحقة للعمل الأصل ، كمحاولة إسترضاء للشخوص الغاضبة و الثائرة من ناحية وإستفادة من تجاربهم في البياض من ناحية أخرى. ولا أنكر ههنا العلاقة مابين الخالق و المخلوق ، أو القلم و الورقة في رمزية العمل الفني و كاتبه ، فالكاتب يستحضر نفسه في جزء من نواياه الإبداعية في العمل الفني ، وليس بنفسه و شخصه بقدر ماهي تجارب وقناعات ، إيمان و إنتماءات و إشارات ضمنية ، ولكن ذلك سرعان ما يتحطم على بياض الورق لأنها طريقة إنسانية وليست أدبية للتخيل ، لذا فهي لا تنجح فنيا ‘ فمعيار نجاح العمل الفني هو قابليته للطرح تحت العديد من الترجمات و الشروح ، وذلك لان المباشرة ، تقتل الخيال وتقلل من جمالية الخروج عن النص ، والإنتقال من دائرة المتوقع إلى المستحيل ، مثال ذلك و الذي يطرق باب عقلي دوما هو غناء الحوريات في ملحمة هوميروس الخالدة الأوديسا ، و اللائي كن يغنين لرجال ومقاتلي أوديسوس العظيم بطل الملحمة ، ليهرعوا إليهم في البحر فيقتلهم ذلك الهادر ، فالجمالية ههنا تكمن في أن لكل فرد من هؤلاء المقاتلين زوجة أو حبيبة أوعشيقة أو حتى حلما حمله له ذلك الغناء الحوري الإغواء مناديا له و مطالبا بحضوره ، فالغناء واحد ولكن لكل مقاتل منهم خياله وأفقه وحلمه وحبيبته ، ولأن هوميروس كان خائفا على رجاله ومقاتليه فقد أمرهم أن يسدوا أذانهم بالشمع ، فيظل الخيال حبيسا داخلهم ولا يطالهم ذلك الخيال الآخر المغوي.
لذا فمن التعسف الرقابي محاسبة الخيال على الخيال ، والشاعر عن الخيال ، فهو – الشاعر – لم يتعد خطوطا حمراء بل الخيال فعل ،والخيال كائن أسطوري الحضور واقعي التأثير نال من سطوة الخلود مالن تقتله حراب الرقابة ، فأوديسوس الرقيب لم يسلم هو من الخيال ، إلا عندما أنقذه رجاله الذين راقب خيالاتهم و غفل عن خياله من أن يقتله البحر الهادر.

إن متلازماتنا الرقابية السياسية منها و الثقافة و الدينية ماهي إلا سرطان أصاب إنسانيتنا الحضارية و الثقافية والتاريخية و الكونية في كينونتها الأولى و الأخير : الخيال ، في زمن ماعاد للشمع فيه من ذلك التأثير
.




رابط المقال على صفحات : قوميون عرب:
http://arabnationalists.org/index.php?option=com_content&view=article&id=232%3A---2----&catid=1%3Alatest-news&Itemid=50

المقال pdf:
http://arabnationalists.org/index.php?view=article&catid=1%3Alatest-news&id=232%3A---2----&format=pdf&option=com_content&Itemid=50

Thursday 13 August 2009

الفعل و رد الفعل (1): الحرية و الرقابة


" قانون الفعل و رد الفعل لا ينطبق على المواهب الفكرية ، لأن الفكر يجب أن ينأى بنفسه عن أن يكون مجرد "رد" لفعل، بل الرد هو من خصائص القوى اللا فكرية كالمؤسسات العسكرية"
إرتأيت أن أبدأ مقالي ههنا بالعبارة السابقة ، و التي أرى أنها خير وصف على ما سيرد تباعا في ما يختص بالعملية الفكرية في بلادنا ، بداية من تعاريفنا الموتورة و المجحفة للحرية ، و التي نتجت من إستيعابنا الغير مكتمل لل"فكر" ، وأثر ذلك في تقبلنا للإختلاف و التغيير مرورا بالكثير من الآليات المفرخة لمظاهر (عسكرة الفكر) كالرقابة بجميع صورها والسلطة الثقافية و الدينية و السياسية.
إن سيطرة الفكر الثوري - وسيتضح مدى مغالطة التسمية – لأغلب نواحي الحياة في بلادنا لما يزيد عن الربع قرن في أفضل الأحوال ، إنما ساعد على تسرطن الفكر العسكري وأحادية القطب في كثير من مؤسساتنا و منشأتنا وصولا للأسرة و هي اللبنة الأولى و الأهم في المجتمع ،مع أننا فعليا و تاريخيا لم نتخط المرحلة الوسطى من الثورة ، ألا وهي العسكر ، فالثورة لاتقف أبدا على كتف رجل عسكري مهما كان كتفه لامعا ، إنما هو يقدمها و يرحل ، ولكن ذلك لم يحدث في بلادنا - على الأقل ليس بعد - ، فقد أغوته بجمالها ، و ثار الثائر على ثورته ، وتوقف بنا الزمن على عتبات مرحلة الامرحلة ، و عاد بنا لعصر الجواري و ملك اليمين ، لتصبح الثورة حينها جارية لدى عسكرها ، تشكر له مواقعته لها كل عام مرة على رؤوس الأشهاد ، ليثبت لهم فحولة ماكانت لتكون له ، وعذرية أدمت صاحبتها بآدابها و فنونها وثقافتها و شعرها و نثرها ..وحتى أهلها ، ليتناثر كل ذلك دما على وجوه الحاضرين وتاريخهم ، وتغرق صرخاتها بين صرخات المحتفلين في طقوس عصور الوثنية الأولى .
وكانت تلك البداية لحلقة مستمرة من مسخ جميع مسلمات الحياة الإنسانية ، فدخولنا عصر عسكرة الفكر ، أصبحنا لانتعامل بغير لغة الأوامر و النواهي و أحادية السلطة بدل إنسانيتها ،فلا مكان للصحة و الخطأ ، فقد تم إحتكار الصواب ، ليصبح التفكير تكفيرا ، وتصبح العلاقة الفكرية هي منظومة إقصاء و ليست إستقصاء.
أصبحت الحرية الفكرية حقا مكتسبا ، يستوجب شكر و لي النعم ، لمباركته الفعل الإنساني الأول والأكثر بدائية و أصالة بأوراق ثبوتية تحمل إسمه أو إسم أحد زبانية فكره بحبر أزرق فوق كل الألوان ، ذلك الفعل هو إرادة أكل التفاحة.....بحرية.
إن ما تشهده ساحات وطننا العربي الثقافية و السياسية و الدينية ، من إقتصار الفكر ليكون فقط فعلا أو ردا لفعل فقط ، ما هو إلا نفي لأهم أساسيات الفكر وهي الحرية المطلقة وجعله متحركا على مستوى أفقي واحد ، في حين أن الفكر لا يتحرك سوى في الفضاء كاملا ، ولكن ذلك المستوى الأحادي إنما وجد ليضع الفكرة كما الفرد عرضة للقبول أو الرفض برد مناسب للفعل ، وليس الصحة أو الخطأ. وهنا يظهر دور المؤسسات الدينية و الثقافية و السياسية ، و التي تمنح صكوك الغفران للأفكار و الأفراد، وتصم الكفر و الفسوق بالبعض الآخر، لإسباغ الغضب الإلهي عمن خرج عن خط الفعل ورد الفعل......فعلهم. وكأن الفعل- الفكر يستقي صفته من فضاء الرد على على فعل آخر، يعطيه شرعيته بكينونته كفعل أول لا بتميز الفكر و حريته وتفرده الحر، لتكن حينها الفكرة معرضة للقبول أو الرفض ، ومن ثم المباركة أو الرمي بالكفر و فجور و العصيان في تمثيل أوقح ما يكون للألوهية ، فأصبحنا في دار عبادة كبير كبر الوطن بحضور وكلاء آلهة العصور الوثنية تراقب إيمان كل مصلي تحت المحراب ...ودعاءه وفكره.
إن سلطة الرقابة ماهي إلا وضع لأبجدية محددة للفكر لاخروج عنها ، هي إنتقال السلطة الدينية و السياسية و الثقافية لحالة من الإستبداد تطوف بكعبة الفرد لا الفكرة. وكأن خروج الفكرة عن تلك الأبجدية هو هرطقة ، إن بربرية تلك الظاهرة تكمن في أنها إختصار لجميع الهويات والإمكانيات و القدرات و الإختيارات و التجارب و الإنتماءات والأفكار الفردية السابقة و اللاحقة للفرد في فكرة تقبل أو ترفض ، فيقبل هو بكل كينونته المتجددة أو يرفض بهم جميعا.
ألم يتساءل واضعوا تلك الأبجدية عن حالة نزيف الأدمغة التي يعاني منها عالمنا العربي؟
الم يتساءلوا عن علاقة تلك الأبجدية الهيروغليفية بحالة الصمم الثقافي و السياسي و حتى الديني لدينا؟
ألا يرون علاقة بينها و بين تزايد إنتماءاتنا الإستهلاكية ، فقط؟؟
أليست تلك الأبجدية هي أهم جنود عصر الوثنية السياسية التي تغرق فيها بلادنا وثقافتنا و ديننا وحتى هوياتنا بل و الأهم على الإطلاق.
إن فرض خيال السلطة فوق سلطة الخيال و منهجية وأبجدية التفكير السلطوي وليس الفردي ‘ فوق العقل الجماعي بإسم حماية الدين و الثقافة و السياسة ، هو تحدي بالغ القبح والسفه و السفور لكثير من المباديء المؤسسة لكل تلك العناصر ، فالدين يقوم على الإجتهاد و التفكر ، و السياسة تقوم على إحترام حرية الفرد وإختياراته سواءا أقلية أو أكثرية ،والثقافة تقوم على التميز الفردي وديناميكيته الفاعلة و المؤثرة في الهوية الثقافية الجمعية؟؟
في زمن مسخ الوعي الجماعي للأمة بتلك الأبجدية المحدودة و القاصرة ، لانستغرب حالة الرقابة الفردية على مستوى الأفراد ، ليصبح كل مواطن في هذه الأمة شرطيا للرقابة ، مطبقا أبجديتها ومصدرا لأحكامها يقبل ويرفض ويرمي بالكفر ويسبغ الإيمان ،ويعتمد المصائر و الأحكام ، لا عن إقتناع بصحة أو خطأ الفكرة بقدرما هو تطبيق أعمى لأوامر أيقونات السلطة و الرقابة وأبجديتهم ، مما ينقل المجتمع الإنساني من كونه تجمعا لمجموعة من الأفراد لكل فرد تميزه و كينونته الحرة المستقلة وإختياراته المستقلة بناءا على مجموعة من الأفكار و التجارب و الإنتماءات إلى مجموعة من شرطيي الرقابة وجلاديها مهمته مراقبة الإنسانية حينما تخرج عن الإرادة السلطوية –الفردبة الشخص أو الحزب في الغالب- ومعاقبتها ، لتصبح أوطاننا معتقلات كبيرة اسوارها حدودها يطارد عسكره من حلت به متلازمة الإنسانية الأولى و هي الحرية و الإختلاف.
بل ان في كثير من الأحيان ، و بإستخدام الكثير من الايقونات الدينية و السياسية و الثقافية تلجا تلك السلطة و الرقابة بطريق مباشر او غير مباشر إلى توظيف بروتوكولات ظلامية وذلك بتمييع التعاريف و الخطوط الفاصلة ما بين شقين تحت بند المجهول أو الشبهات ، فمثلا ، وكما إعتدنا في أفلامنا - والسينما من أصدق المرايا – أن نجد من ينعت الليبرالية أو العلمانية أو أي توجه فكري بالكفر و الفسوق والإلحاد ، في حين أن الكثير من حملة تلك الابواق لا يملكون اولى حلقات المعرفة وهو التعريف الأكاديمي و العلمي الصحيح لأي فكر كان ، بل ويعتمدون على الكثير من الإطلاعات الإنتقائية و العناوين الرنانة ليصدر حكما بالغ العنف على الكثير من الأفراد و الأفكار و التي لايمكن إنكار مساهماتهم في زخم الحياة الإنسانية.
وهنا يجول في خاطري سؤال سبقني إليه أدونيس عن السلطة و الرقابة والإستبداد الديني بالذات: لماذا يسكت أهل المعرفة و الحكمة في الإسلام عن مثل هذه الممارسات المتزايدة و العنيفة ، قولا و عملا ، و الآخذة في تحويل التجربة الإسلامية الكبرى لمجرد تجربة سياسية عسكرية في الحكم و الهيمنة وتحويل النص القرآني إلى مجرد فقه سلطوي وعزله تبعا لذلك عن الحياة والإنسان ، وعن الفكر و العقل؟. وهو الدين الذي بدأ ب(إقرأ) مفتاح الفكر.
وللحديث بقية

رابط المقال على صفحات موقع قوميون عرب:
http://arabnationalists.org/index.php?option=com_content&view=article&id=229%3A---1-------&catid=1%3Alatest-news&Itemid=50

المقال pdf
http://arabnationalists.org/index.php?view=article&catid=1%3Alatest-news&id=229%3A---1-------&format=pdf&option=com_content&Itemid=50

Sunday 9 August 2009

على هذه الأرض ما يستحق الحياة : رسالتي لمحمود درويش


ليست هذه أول رسالة أكتبها إليك ، ولن تكون الأخيرة...
لم أرك ، ولم تراني ..
ولن أراك , وستراني... فأمثالك يسمون خارج تعاريف الموت...
كم أشتاقك...
فهل تكفيني دموعي لأصل إليك؟؟
لأرتقي لك قوس قزح سلما من أثير....
فوق حدود الزمن ، وتعاريف الكلام...
داخل الأسطورة ، وحفيف الحلم...
أرتقي إليك...
في" ياء" إنتمائنا لها..
في أديانها الثلاث...
في خيولها البيضاء...
في جبينها العالي...
في ظل الله...
مابين بحرها ونهرها...
في خطوط كف يدي...
مع إدوارد سعيد..
مع حايكة غسان كنفاني...
غارقا في حبر ناجي العلي...
في "عباءة جدي المعلقة كخيمة من ريح ..ومن حلم"...

ليست أولى رسائلي إليك ولن تكون الأخيرة ، لم أرك وتراني. فأمثالك لا يمسهم الموت...كما لم تمسسنا الحياة...بعدك. إسمح لي أن أقرأ كلماتي بصوت عال ...
ف"عربيتي" ليست بعذرية "عربيتك"..لتصلح لي أخطائي ولتكن بعدك أنت لغتي و حروفي...

أمام فوهة الوقت...

قرب بساتين مقطوعة الظل...ظلك.
أنتظرك لتعرفني طعم قهوة أمي..
وخطوط كفي أبي...
لنسمو إلى الله...
أنتظرك لأشم رائحة الخبز الأول ، والحنين الأول...
أنتظرك لنركض بحرية في أحرف ثلاثة (و) (ط) و (ن)...
إن لم تتسع لنا فلن تتسع لغيرنا...

أنتظرك لنرتقي سماء الأسطورة ...
من وحل الواقع ... والحصار...

فكل نبض فيك ليس في...يوجعني..
ويرجعني ، من زمن خرافي ..
فيوجعني دمي..
ويوجعني الملح..
ويوجعني الوريد...
معك ستظل امي تبحث عن نساء أجنبيات في ملابسي الداخلية..
أشيب أنا وتظل هي معك...

بك لا حيرة للون بين الحنطة و الضوء...
وبعدك...لا لون..
بك سأحك حرفا بحرف لتولد نجمة...
سأقرب حرفا من حرف لأسمع صوت المطر ..
وهسيس القيامة...
سأضع حرفا على حرف لأجد إسمك مرسوما...
كسلم قليل الدرج ...
إلى الله
...