Sunday 15 November 2009

مابين المنفى و الوطن


جاء في معجم لسان العرب أن النفي أنما هو إخراج أو طرد الإنسان من بلده .

وكما قال أدونيس فللمنفى صور عديدة ، فمنفى اللغة في الطرد منها ، ومنفى الوطن في الطرد منه ، وكذلك الثقافة.

لذا فالمنفى أنواع تتفق فقط في إنتفاء الوجود من الشيء أيا كان ، أي أنه حالة إغتراب عن الذات عن اللغة عن الثاقفة عن الوطن ، عن أي عنصر من عناصر الهوية.

ماذكرته ههنا يجعلني دوما أتساءل : أين أنا؟

أغترب حاليا عن وطني وثقافتي ولغتي وأرضي ، ولكنني ههنا في أكثر حالاتي إستيعابا لذاتي المغتربة بكل عناصر هويتها السابقة، مغتربا عنها متماهيا معها حد التطابق.

لا أود تعميم تجربتي ،فأنا أتحدث عني دون أي إسقاطات زمانية ولا مكانية ولافردية خارج أناي أنا ، عبدالله بياري.

أسير في لغتي ، كمن توج بتاج لايراه ويراه غيره ، أحتفي بها وهي العزيزة في هذا الزمان و المكان ، حيث أنا ، ذلك يجعلني أكثر تحسسا لها لموسيقاها وتاريخها وأسطوريتها بألف بهاء وبهاء ، ليس بدافع العاطفة – عاطفة الإنتماء – التي غالبا ما لا تستطيع السمو فوق الحدود الجغرافية للغة : اللهجات ، مثال ذلك سعادتي بجريدة عربية وسط جرائد فرنسية وإنجليزية وألمانية وأسبانية ، عند بائع الجرائد الكهل ذو الشاربين الكثيفين ، والذي غالبا لم تستثره تلك اللغة ذات الإلتفافات والدورانات التي لا تعيش في الزوايا والتي لاتعرف من الأبعادإثنين فقط أكثر من دقيقة هي الزمن الذي إحتاجه ليرتبها في العرض ، لسبب بسيط فهو لا يتقن سوى الفرنسية لذا فتلك الجريدة العربية لم تثره وهي تنتقد تعديات النبيذ الفرنسي على تاريخنا وأرضنا العربية مستعرما مستشرقا والآن مراقبا .

تلك السعادة – سعادتي - لا علاقة بعنوان تلك الجريدة ايا كان، ولا تواجهاته بقدر شمولية لغتي : لغة الضاد التي طربت لها السماء ، وجمعت ذلك العنوان وأضداده وأحزابه وتيجانه وسلاطينه وملوكه ورؤسائه وقتلته وخونته وشهداءه تحت مظلتها .

إن حالة الإستيعاب الذاتي لذاتي ، قد تبدو نتاجا منطقيا لحالة الإغتراب هذه إلا أنها من أخطر النقاط في إنعطافة العلاقة مابين الذات و المنفى ، بل قد تكون هي الأخطر بالإطلاق .

أعلم أن الوطن و المنفى لدى الكثيرين ومنهم أنا ، لايعدو أن يكون فكرة ، إلا أن التسليم بذلك بالإطلاق من أخطر حالات فقدان الإنتماء والهوية خارج حدود العاطفة ، وإختصارا للفكرة في مظاهرها ، من دون مقاربة للواقع والخيال أو البيت و الطريق .

بكلمات أخرى ، إن إنفتاحي على ذاتي في المنفى لا يعد إنغلاقا عليها ولا إعتزالا للآخر ، كما هو الحال بالنسبة للكثير من المغتربين-المنفيين ، الذين ينفتحون على أنفسهم حد الإنغلاق عليها ، ورفض الآخر ، ونجد لتلك الحالة الكثير من المسببات المنطقية لدى أصحابها منها مثلا فساد الآخر المفترض سلفا أو المترجم خطأ ببعض المفردات الروحية عن الآخر ، لا لعيب فيه بقدر ماهي نتيجة طبيعية لإعتزاله ونسج الإفتراضات عنه لمجرد إختلافه وإنعدام لغة التواصل ، لذا فالكثير من تلك المفردات لا يوجد لها مرادفات .

فما لاحظته لدى الكثيرين من عرب المنفى ،إنغماسهم في هويتهم بعزلة عن عالمهم ، ولفظ (عالمهم) المستخدم بدلا من (العالم من حولهم ) لها دلالاتها ، فهم عناصر من عناصر ذلك العالم وجزء فيه شاؤا أم أبوا ، لذا فرفض الآخر والإنغلاق على الذات ، إنما هو رفض للعالم وعزل لفكرة المنفى وتجميدها ، وشل أحد عناصرها الهامة بل الأهم وهي الهوية ، التي لا تكتسب بعدها الفاعل وكينونتها المميزة لها إن لم يكن لها فضاؤها الديناميكي في علاقة المد والجزر بينها وبين الآخر أيا كان ومتى كان وتحت الشمس دون أي شروط .

تلك هي الحالة الأولى من التفاعل في المنفى بين الفرد ومنفاه ، التفاعل الهوياتي إن صح التعبير ، أما الحالة الثانية فهي النقيض لسابقتها وإن تطابقت معها في الإعتراف يأن الوطن فكرة ،في الأولى إنغلق عليها مقدسا من مقدسات الآلهة ، وفي الثانية تنكر لها وعزلها في البعد ، فأصبح المنفى حينها حالة إنعتاق من الهوية و الأرض والإنتماء أو الوطن بكامل إسقاطاته التاريخية واللغوية و الدينية و الثقافية ، لتصبح حينها عملية التفاعل الحضاري في المنفى هي عملية مماهاة مع الآخر ، وغالبا تظل تلك العملية حبيسة مرحلة وسطى ما بين وطن – فكرة لايملك الفرد خواصها التي إنعتق منها كاملا لأنها عبء حضاري ، ومنفى خسر فيه فكرة الوطن ولم يكتسب هوية المنفى بكل خواصها كاملة ، لأن الهوية لا تعود أبدا لنقطة الصفر ، مهما تنكرنا لها .

وللحديث بقية

Wednesday 11 November 2009

في عشق المكان


أحمل أوراقي وأقلامي معي أينما ذهبت ، أرصد تحركاتهم من حولي وداخلي لإيماني بأنهم أكبر من حدود الطبيعة والفيزياء و الفلسفة والأديان.
هم الزمان و المكان..نسير ثلاثتنا بالتوازي حد التطابق لا التقاطع ، منا تخرج الكثير من الدوامات البشرية كالهوية والدين والوطن و المنفى والآلهة نبحث فيهم عن ماهية لن نجدها بتمامها ، لأن نقصانها هو إكتمالنا إنسانيا .
رحلة الزمان و المكان و الأنا هي من تعطي تمايز الحيوات بين البشر ، هي التي تعطي لماوراء الطبيعة رونقه ، فلكل زمان و مكان وأنا إختلاف حد التطابق فيما بيننا جميعا يجعنا من نحن ويجعل كلا منا فردا مميزا.


حديثي ههنا يتناول الأماكن – أماكني ، وهن لسن كثيرات ، وليعذرني قاريء سطوري ههنا لإستخدامي ضميرا مؤنثا في الكثير من إشاراتي السابقة و اللاحقة ، لأنني ولأسباب عدة أسعى للإكتمال مع إناثي ولو لفظيا .
فكما كان آدم مكتملا مع حواء – والمعية تقتضي المساواة وليس التبعية، وذلك الإكتمال فسر لي الجريمة الإنسانية الأولى والتي لها العديد من الأبعاد أناقش إحداها ههنا - التي قام بها قابيل الذي لم يكن مكتملا أيضا ، ومما قيل أيضا أن حواء كانت تلد في البطن الواحدة توأمين إثنين من ذكر وأنثى ، إلا المرة الأولى التي جاءت بقابيل وهابيل ..ناقصين.
أسعى لأن أكون مكتملا .

أماكني – إناثي هن هاهنا إكتمال لذاتي ، لم أزر من النساء – المدن الكثير ، إلا أنني أنوي التورط حتى النهاية معهن جميعا . لذا فسطوري – بكل فوضاها هذه – إنما هي محاولة لأعي نقصاني كاملا لأكتمل إنسانيا وفكريا بهن .

يشتاقها وهو في الطائرة بتذكر قبلة وداعه من شفتيها ، يتوقف به الزمان و المكان ، المكان على عتبات بيته بين ذراعيها على قارعة قلبها ، والزمان ما بين القبلة الأولى و الثانية....حياة.
في الفندق يفرغ حقيبته من قمصان رتبها حس أنثوي بالغ النضوج على سرير يتخوف بدوره من ليله ماطرة وشهوة ، يسأله ماذا تنوي أن....؟
يقاطعهما دق على الباب أنثوي أيضا ولكنه بالغ الغواية ، يفتح بابه ، ليراها :
هي هيلين طروادة ، بنهدين مكتنزين بالمستحيل كثمرتي رمان ، وكتف ذهبي عار من الواقع ، تنحني له الشمس ، وظهر من مرمر عار هو الآخر إلا من خط طويل من الشهوة يقطعه يصل الجنة بالأرض على جانبيه تضاريس حلم .
ما أن رأتها يداه حتى تساءلتا قائليتن :
كيف لنا أن ننسى تضاريسا عبرناها بشهوة وحلم وسرقة وخوف وعشق في زمان آخر ومكان قصي فصارت لنا هوية خطت لنا خطوطنا وأسماء آلهتنا ؟

تدخل به عوالم من الألوان و الموسيقى خارج الآن والهنا..

من وسط كل ذلك يبزغ وجهها من البعد حبيبته الأولى من بين كل الإنتماءات التي حملها وحملته ، ليعود إلى زمانها ومكانها وأناه...فعلى عتباتها لا خفة للنوايا ولا ثقلا للهواجس..ليشتاقها على طرق سرير وحلم .

أسير في شوارع باريس ، للزمان والمكان ههنا من حولي ملمس آخر ، مابين تماثيل علتها الأساطير والأتربة لترسم لها ظلال وجوهها غائرة في ملامحي، تطل علي مني .
ببناياتها الضاجة بالحكايا والأسرار ، وهواء يعبق برائحة الخبز والنبيذ والغواية ، فكما للنساء عطرا للمدن من أنوثتها كذلك.

أغرتني؟؟......نعم.
أدمنتها؟؟.......نعم.
عشقتها؟؟......نعم .

منذ اللحظة الأولى التي كشفت لي عري كتفها ورجولتي ، وأضحت عشيقتي ، وأصبحت معها وقبلها خائنا ، منذ اللحظة الأولى التي سرت في جسدي قشعريرتها لتجتاحني فتحيلني رمادا وتبعثني ، علمت أن إرتباطنا أبدي..زماني ومكاني وأنوثتها.

أفقت حينها على صوت قاهرتي بحناجرها الألف ، تناديني وتسألني:
- أين أنت عني؟؟؟
- في رحلة عمل....
- لم تغمض عينيك؟؟؟
- لأراك بكامل النقصان حولي...فأشتاقك.

أرى إنعكاس وجهي في وجهي ، في قطرة عرق سالت على ظهر كل منهما ، بعد ليلة عشق أيروسية هي كل مرة المرة الأولى يسألني :
- أين إكتمالك؟؟ فيك عاشق وخائن..

أتعبتني مطاردة الزمان و المكان ، في قضاء وقدر يقبل ألف تاويل ، نسير لا يجمعنا سوى إختلافنا ...وإناثنا.

للمكان أناي وزمانه.
للزمان أناي ومكانه.
أما أنا...فلي زمان قاهري ومكان باريسي...
وحبيبتان.
________________________________________________

Tuesday 3 November 2009

المعرفة والقوة : في الإختلاف


إن الكثير من التعبيرات السياسية و الحضارية و الفكرية الطافية على السطح حاليا والتي تتناول العلاقة مابين الإسلام والآخر في عمقها تحتوي خطأ فكريا يرفضه المنطق والواقع ، من تلك المسميات التي لا تعدو كونها ترجمة حرفية للتعبيرات الإنجليزية والتي لايمكن تطبيق معاييرها على لغتنا مفتاح فكرنا وتواصلنا الإنساني مع الزمان و المكان من حولنا كان التعبير القائل :
(الإسلام والغرب).
فالجمع مابين الإسلام والغرب يضعهما على طرفي علاقة تجمعهما تفترض التناقض أو التقابل ، ولكن ذلك لا يستقيم بأي صورة كانت مع معنى لفظ (الإسلام) ولفظ (الغرب) ، ف(الغرب) هو لفظ دال على جهة من الجهات الأربع لا تجمعه أي صفة سوى مدلول الجهة التي قد تكون شرقا أو شمالا أو جنوبا في حين أن لفظ (الإسلام) ليس دالا على جهة ما بعينها ، قد يقول البعض أن لفظ (الغرب) له إسقاطاته السياسية والتاريخية و السسيولوجية التي تتعدى تلك الجغرافية ، وذلك صحيح ولكن لايمكننا مقابلة تلك الإسقاطات أيا كانت بالإسلام لأن الإسلام ليس إنتماءا سياسيا أو جغرافيا أو سسيولوجيا أو حتى تاريخيا بل هو بعد إنساني روحاني لا يفرق بين شرق أو غرب إنتماؤه الوحيد هو الإنساينة كما هو الحال مع أي دين.


* * * * * *
إن الحاجة لحوار الحضارات ، ليست حاجة حضارية يمكن إختصارها في جانبها السياسي أو الإقتصادي – مع أننا مجتمع مستهلك مغرم بعنتريات المقاطعة في إحدى صور الإختلاف - ولا الثقافي ولا الفكري فقط ، بل كل تلك الجوانب مجتمعة والتي يشترط لوجودها وجود الآخر في بعد يجمعني أنا وهو .
كل منا ينتج من وجود الآخر، الذي يعطيني كينونتي الفاعلة وأعطيه أنا كينونته تلك بوجودي، ذلك البعد هو إنسانيتنا الجامعة لا يفرقنا جمعنا شئنا أم أبينا تلك الإنسانية التي تسمو فوق كل إختلاف ، وذلك الجمع بتراكم إنتاجه المعرفي و الثقافي والفكري الذي يوجد بنا لا بأحدنا الذي يجعل من إنسانيتنا أملا في الأفضل .
إن القاعدة التي يتبناها البعض للإعتراف بالآخر حضاريا ضمن منظومة (الإختلاف) فقط ، إنما هي تعامي عن أن الإختلاف هو النتاج الطبيعي للتشابه والإختلاف الإنساني والذي يعرف علميا بال
(individualism)
أي التفرد والذي ينتج بدوره الوعي الجمعي والثقافة الجماعية للأمم بناءا على التشابه في نقاط التفرد الفردية المبنية على إختيارات لا يمكن فصلها عما يجمع أصحابها.
وبكلمات أخرى ، (إختلافنا) ينبع من تشابهنا ، فالدين مثلا ، أي دين إنما هو مذهب روحاني – إنساني ، يؤمن للإنسان-الفرد إجابة عن أكثر التجارب الإنسانية عمقا التي تتناول الموت والحياة والخلق و الروح والكينونة وهي التجارب والتساؤلات التي يتشارك فيها الكثيرون قبل أن تختلف إجاباتهم-أديانهم.

* * * * * *

ومن هنا كان الإيمان بالإختلاف مرجعية وقاعدة إنسانية ، في عصر الحساسيات وثقافة الصورة ، والعقول الإسفنجية التي لا تعرف للنقد والتفنيد سبيلا ، يجعل منه خطرا ، أثبت التاريخ أنه كان أحد أهم المسببات للكثير من الحروب و النزاعات ، التي راح ضحيتها الكثيرون ، وخسرت أمامه الإنسانية الشيء العظيم ، وذلك لأن الإنزلاق من الإختلاف المجرد لإستحواذ الصواب ورفض الآخر كان وسيظل آفة إنسانية بإمتياز ، والتي سرعان ما تجد من المسببات والدلائل والأبواق ما يتغزل في ذلك الإختلاف لصالح طرف دون الآخر، يصل في كثير من الأحيان حد تشويه النصوص الدينية والأحداث التاريخية وإخراجها خارج حدود التأويل لزمن الأصنام ، ومحاكم التفتيش والظلام.
لذا ففرضية الإختلاف لا يجب أن تسمو فوق قاعدة التشابه ، الإنساني والحضاري ، فالغاية واحدة مهما إختلفت الوسائل دون إستحواذ للمشروعية والإختلاف ، ومن هنا كانت قاعدة فرق تسد.

* * * * * *

يحضرني لدى الحديث عن الإختلاف والتشابه ومدى أهميتهما ، عند تناول التفاعل الحضاري – الإنساني للإسلام – الآخر ، نقطة وجب ذكرها للتدليل على أهمية الجمع لا الإختلاف .
فمن المعروف عند تناول سلسلة إعتراف الأديان السماوية بعضها ببعض ، أن الأديان السماوية الثلاث يعترف كل منها بسابقه لا بلاحقه ، فالديانة اليهودية لا تعترف لا بالمسيحية ولا بالإسلام ديانات كتابية سماوية ، ولا يمكننا تناسي دور اليهود وأيديهم الملطخة بدم سيدنا المسيح ، مهما تدخلت السياسة والإمبريالية بألاعيبهما لتطال التاريخ بغية تزويره . والمسيحية تعترف بالإرث اليهودي كجزء من ميراث ديني مشترك ، وتنكر سماوية الرسالة الإسلامية ، ومن ثم جاء الإسلام أخيرا ليعترف بسابقيه – اليهودية والمسيحية – جاعلا ذلك الإعتراف المطلق مقابلا لإنكار مطلق منهما ، لينطلق بإعتبارهم حاملين لجزء كبير من الإرث الإنساني والسماوي الذي لا يكتمل الدين الإسلامي إلا بهما ، ليضع اللبنة الأولى للجمع لا الفرقة والإختلاف .
ومن بعض الآيات الكريمة التي جاءت في كتابه العزيز حول هذه النقطة – للمثال لا للحصر- :

قال تعالى : (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) سورة المائدة آية 48
وقال تعالى : (آمنا بالله وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وماأوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم بين أحد منهم ونحن له مسلمون)
البقرة آية 136
وقال تعالى : (ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)
سورة البقرة آية 285.

Monday 2 November 2009

لن أخرج للقيامة...


بعيدا عنك للغه ثقل وصمت...
ثقل الألم وصمته...

أهرع ههنا للفراغ...
أتودد إليه...
يرفضني...من أنت؟..
أنا؟!!... أنا؟!! ...لا أعلم...

بعيدا عنك لا أعلم لأناي أنا...
في إبتعادي عني...إنتعادا عنك...
للغياب ..غيابك حضور الألم وثقله..

بعيدا عنك ..أتعرف إلى الحاجة الإنسانية الأولى...
أن أكون...
فالفاصل مابن الوجود والعدم خطوط يديك...
سأقاوم موتا بموت بين كفيك...
سأحرب حياة مالم تكن بلون عينيك..
لن أخرج لقيامة ..مالم تخرج هي من يديك...يا أمي
_

إلى أمي وقاهرتي