Friday 5 August 2011

من هوامشي (1) : الرمز أيديولجيا حداثية

في مجتمع الاعلام المعولم تتراجع الفكرة و الحجة و الحقيقة لصالح قيم أخرى كالعرض و الأداء و المسرحة و الطقس و الحدوثة ، فضلا عن الصورة الطاغية على المشهد ، لتتغلب الخدمة دوما على المنتج.
كل ذلك أدى إلى فقدان الأمن الثقافي و الرمزي ، الذي كانت تتمتع به الهويات الثقافية ، بسبب:

1.تصدع الحواجز بين الدول و المجتمعات ، لصالح تذرر الإنسان القيمي إلى الإنسان البيولوجي.
2.اجتياح/استحواذ الرمز و الصورة والفكرة و نمط العيش ، للنفوس و العقول  المطمئنة (؟؟؟) و المستحوذة (؟؟؟) على عقائدها  وتقاليدها.


وهو ما يفسر تغّول الاتجاهات اليمينية (دينيا وسياسيا ووجوديا وثقافيا...وغيره) ، مستخدمة وموظفة الرمز على حساب الفكر. وهذا التغول لا يقوم من دون الإفراط (اجتياجا و استحواذا) في مشاهد الحداثة السائلة ، كالرمز و الصورة ، مما يولد حالة من انعدام الاستقرار والتوتر و انعدام السيطرة ، مما يفقد الهويات حصونها الرمزية (لابالمنطق الموضوعي إنما بالرمزي أيضا) ،وأمكنتها المسيجة و مناطقها الحميمة ، كل ذلك على حساب الفكر الموضوعي لصالح الرمز العابر ، ولا يسلم من هذا الفقد المنطق التاريخي ولا اللساني تعبيريا