Wednesday 28 March 2012

"تودد" أو "الثورة التي لا تؤنث لا يعول عليها" : نص في صوَّر


بين "تودد" و "علية" المهدي" تتضح الرؤيا.


قال: إقرأ.
فرد: الناس نيام.
قال: إقرأ.
قال: الناس نيام.


الأسيرة هناء الشلبي، تخط من جسدها حدود مهانتنا وعليائها


الأنثى أول الوطن


 نريد أن
نحيا قليلا ، لا لشيء … بل لنحترم
القيامة بعد هذا الموت . واقتبسوا ،
كلام الفيلسوف : ” الموت لا يعنى
لنا شيئا . نكون فلا يكون .
الموت لا يعنى لنا شيئا ؟ يكون فلا
نكون “
و رتبوا أحلامهم
بطريقة أخرى. وناموا واقفين !
(م.درويش)


إنه إذا أراد شيئاً أن يقول: كن فيكون.
(لاتاء تأنيث تعيد للأنساق إتزانها)

لا أحادثكِ، ولا أراكِ، ولا أسمعكِ فأنت "شيء"


صوت المرأة ثورة 
و
صمت الرجل عورة
(صورة من البحرين، ولحرائر الخليج تحية)


من زمن الخيول البيضاء وطناً أنثى

Monday 26 March 2012

لامقدس في بلادي ولا على مائدتي إلاكِ



"فلتجعل الأمر مشوقا ، بلا وحي  يرفو حظك، فالوحي قوة الوحيدين، أما أنت فلست وحيداً، كن نبياً واجعل الأمر مشوقاً، كوصف بارع للخيبة، واختبر جرأة خيالك عليك."
أجابت بتلك الكلمات على تساؤل ضلّ طريقه بينه وبين عقله المصمت الخيال، إذ تقول "أناه":
"تراه كيف يكون عشاء مع نبي؟"
ولأن النبوة لا تستوًّ بدون "أل" التعريف، سقط السؤال كعملة معدنية في جوفه، شق رنينها إلى هاجسها الأنثوي الفاحش في الشتاء طريقه.

"ستتقاسم الأمر إذن، أنت و النبي في إنصرافه عن مائدتك بعد العشاء، الذي جمعكما ذاك اليوم، فلن تنجو ذاكرة أحدكما من الآخر..وهنا ، لا تشكره على شفاعته، فهو فقط يرد الدين"
مضت كلماتها خفيفة مثلها، تتقلب بين سمائها و أرضه ، لولا أن قطعها خرير ماء نبي على بابه الصامت دونها.

حينها هبَّت رياح لازوردية من بين نهدين من عاج، وحبتي رمان ، تستوي بينهما السماء و القداسة ، وإقتربت في ثبات ضاجٍ منه ، و أسرّت :
"لا تثق بنبيًّ يبشر بآلهة الطوفان، أي سماء تلك تحتجب بالغيب ولا تحتمل الخطأ، وبدلاً من اتزان الخجل تعاقب المرأة ؟!!!".

فتح الباب أو أعاد تعريف المسافات به، ولم تتوقف عيناه على تراتيل قداسة من دخان وحروف، خرجت من سردية الأقوام السابقة واللاحقة، وخطا الضيف خطواته الثابتة على علوم الأرض ، دون مساس، تتقافز التعاريف بين خيالينا...إذن ، هي "القسمة" التي بشرّت هي بها ... أوليست "هي" الإجابة الساقطة من علومنا عن تأنيث النبوة والصمت؟

نفض عن رأسه السؤال المهين للنبوة و الذكورة، وتحرك إلى ضيفه المضيء..

أخرج الضيف من جيبه، الغائر في الرؤيا، قطعة من عشب تلك البلاد، وقال:
"هي ممر الأرضي لتعريف السمائي، كنا هنا ، وكنتم، وسنرحل وستظلون ، سنأتيكم في تعاريق الزيتون ودموع الرمان، فلا تصدقوا إلا الأرض ..."
لم يلحظ مرورها في عين ضيفه ، وهي تقول له:
"الأرض مجاز الأنثى فيك....لاتنس
وتذكر ألا نبي لم يخرج من سرير إمرأة، وغياب الذكروالتأويل...الأنثى قرب النبوة أبعد الذكورة".
أعاده ضيفه إلى منطق الحوارات في فقه الكلام ، وهو يخلط التعريف المائي و النبيذ على طاولته الأنثوية الترتيب، نهباً عن أعين النبوءة، وينسج بينهما صليبا، عاليا تستند إليه سماؤه، ليقول:
"لا صليب من دون طوفان".
فقال له: "ألا يكفي الصليب؟؟"
فرد الضيف النبي : "الأمر تمرين على الاتحاد و الوحدة ، أنتم ما أنتم، والمسافة بيننا و بينكم حبة رمل، فرمل آدم غير رملنا، نحن أقل شأناً...أنتم ما أنتم ، ولانبي فيكم، أما نحن فانتهينا..."
حَملتْ عن النبي الضيف صحنه، وفتات خبزه ونبؤته فيه، وأيضاً دون أن يلحظ مرورها بكفيه وسرديته، إذ يكمل منطقه قولاً:
"ستمر النبوة ثلاثاً بأرضكم، وتعلن موتها"

حينها نظر هو إلى ضيفه، وقال ماقالت له قبلا:
"..فلتنبذ عنّا الألوهية وتوكيداتها الثلاثة، فالقداسة والحرية لا يلتقيان، حريتنا أن نكون كما نحن، لسنا أسطورة، فالأسطورة لا تقاتل لحرية، تعلم أن تعشق نهداً لا يُرضع الشهادة و الحرية فقط، لتغدو إنسانا كامل النقصان، فيصبح وطنك مستحقا.. فلتخطيء ولنخطيء لنتعلم طريق السماء مساً، فلتُّهن الجنة بالنار..وتذكر أن الناي على عتبات القبر و ضحكاتنا وراء الإمام ، هما من علمونا الخشوع"

أطبق النبي الضيف الباب خلفه، وحمد سمائه على إسرارها بضعفه لها، وخرج من يقظاته التي تشبه النوم ، ومدنه التي تشبه اليقظة، وتحرره من الاستعارة بالعجز.

أما هو فعلى حدود المائدة، مرت به مطراً خفيفا من ماء الورد و المرايا، وقالت:

"تذكرني وطناً، و أنت تحب وتكذب وتخون فتكون...
تذكرني عندما تستظل في ظلي حراً من آمال الآخرين و آلهتهم معلقة عليك وعلي.. وهم عراة
تذكرني إذ تنفض عن وطنك وثنيتهم و قدسيتنا..
تذكرني و أنت تعري في الرصاصة ضعفها أمامك إنسانا كامل النقصان..
رملة رملة...
ودافع عنك بك ، لا بنبي أقر بالمسافة بين ظله و الضوء..
دافع عن خطى غلغامش فيك، وهو يبشر بالطوفان ويراه دون وساطة وحي وتواطؤ السماء، بل نبوءة الدمع رسمت الغواية و الصداقة ، بدمعه ورملك بنى سوره، فخافت منه السماء

تذكرني إذا كنتَّ..فأكون
وتذكرني إذا كنتُ..فتكون."


على صفحات عرب ال_48:

Tuesday 13 March 2012

خارج المكان: المثقف و الثورة و أنساق فقدت الوزن (عدد مارس من مجلة رمّـــان الفلسطينية الثقافية)

خارج المكان: المثقف و الثورة
(من العدد الـ12 لمجلة رمّــــان الثقافية الفلسطينية:

حركة المثقف وتأثيره في خضم الثورات العربية ، ودوره بين "عقدة هاملت" و "روح دون كيخوته" ، وأثر ذلك على تكوين الإنتلجنسيا الثورية

المقال على صفحات مجلة رمّــــــان الثقافية الفلسطينية:
المجلة في صيغة الـ:
Pdf
للتحميل:
http://www.horria.org/romman%2012.pdf

وباقي الأعداد:
http://www.horria.org/romman.htm


أنساق فقدت الوزن:
- الماء : نبوة.
الحرية: محض تأنيث
- نحن : محض تأويل
- طيورنا الوطنية : أعداء الفينق و النورس
- الزمن : تأويل الحضور المتأخر للآلهة

Thursday 1 March 2012

آليات المقاومة في ظل التكنولوجيا (نظرة مبدئية)


يتقدم التاريخ الإنساني ، وبتقدمه تتطور آليات المقاومة ، وتلك علاقة لا يطالها الجدل من بين أيديها ولا من خلفها، فمفهوم المقاومة لاصق التاريخ الإنساني كظله ، بل وتمدد ذلك الظل في التاريخ المعاصر بما سببته فترة التنوير الأوروبية التي جاء بعدها الحاجة لضمان تنوير ما يتّقد على الإنسان كمادة ، في امتداد لتشيؤ الإنسان الحديث باسم الحداثة.

 ذلك التطور يتوازى مع مع مايتضمنه المحتوى النوعي لآليات المقاومة تلك ، فيما يعرف بـ

(Qualitative Classifications)

. وحتى وقت قريب كان الفارق الكمّي والنوعي في تلك الآليات لصالح المستعمر –بكل ما تمثله فكرة الإستعمار من صلابة ومن سيولة- ، ناهيكم عن احتمال سيطرة المستعمر على أولوية تحديد آليات الاستعمار –وبالتالي المقاومة- ، بجانب تحديدات خطابية أخرى قد تشمل الدين والثقافة و العرق وغيرها.
ولعل اللحظة التاريخية الراهنة ، تشهد إنقلابا راديكاليا في التكنولوجيا التي بدأت بداعي تسهيل الحياة الإنسانية –عموما- و إنتهى بها الأمر إلى وسيلة سيطرة حداثية ، ينتهي بها عصر الإنسان وتمثيلاته –بمنطق الفيلسوف الفرنسي فوكو- ، وهاهي الآن تحسم العلاقة مع الطرف الاقوى المسيطر حضارياً بأن أصبحت تعبيريا أيضا في خدمة المقهور و المسيطر عليه، بداية من الثورة الروسية التي كان لسكك الحديد فيها دور الوسيط بالمنطق الثوري ، كانت الطباعة في فرنسا ، والإنترنت و الشبكات الإجتماعية في الحراك العربي الثوري. 
ولأن المتن لايسمح لنا بالخوض في تشعبات مفهوم "تكنولوجيا المقاومة" تقنيا في العالمين العربي و الإسلامي، وعلاقة ذلك إستراتيجيا بمؤسسات الدولة ، فالإشارة في المقال التالي ستكون لـ"تكنولوجيا المقاومة" من ناحية أداتية محكومة بفترة زمنية قصيرة نوعا إذا ماقورنت بالتأسيس المؤسسي والاستراتيجي لمفهوم "محو الأمية التكنولوجية" وكيفية توظيف ذلك في السياسات العامة وغيرها، وهو مايمكن ملاحظته في المسافة بين المقاومة التكنولوجية لمجموعات ثورية شبابية عربية في فضاء الإنترنت وشبكاته الإجتماعية المتعددة وما صاحب ذلك من تعدد في المسميات ، و إن اختلف ، تشابه –حد التطابق- في كونها تجمعات أفقية شبابية ، وليست هرمية ، يغلب عليها فكرة الإنطلاق من المشتركات المقاومة، وليس الايديولوجيات.


محاور تكنولوجيا المقاومة:
1. وإن انطلقت أداتيا منفصلة إلا أنها لابد أن تصب في مشتركات المقاومة ، بإضفاء الفاعلية والتأثير في أدوات المقاومة الموازية ، وإعادة صب الزخم فيها ، إلا أن ذلك لايعني إنفصال أدوات المقاومة الموازية والتاريخي منها خصوصا عن ديناميكية التكنولوجيا الحديثة ولا استحواذها.


2.تحليل وتفكيك النموذج التكنولوجي للمقاومة من ناحية عليمة و تطبيقية، وخلق تعدد وسائطي أو أدوات تطويرية (Evolution Instruments)  مثال ذلك المجلات الإلكترونية ، و التصوير و فنون الغرافيك ، و الموسيقى و الفن وغيره، وهذا يخلق فضاءاً ثقافيا ، يكسر ماتسعى إليه عملية أدلجة المعرفة ن التي جعلت للغرب القدرة على تحديد مقاييس مطلقة و التحكم في طرائق قياس الأمور و المعاييير.
مايعني وضع شكل من أشكال الإستراتيجيات التدرجية في تفعيل واستخدام المقاومة و أساليبها المتنوعة لأغراض المقاومة، والتي تتطور في شكلها الذي يعني بدوره "تدرج عملية حيازة التكنولوجيا" (Gradual Acquisition Technology)

3.تدوال مفاهيم ومفردات التكنولوجيا كآلية عملية وخيار استراتيجي في تخطيط هياكل المقاومة ، لصالح تفعيل دور البنى المجتمعية ، بمراكزها الفرادنية الجامعة ، على حساب البنى الحزبية و التنظيمية ذات الأسوار الأيديولوجية المؤسسية.

4.تسخير التكنولوجيا لخدمة أهداف المقاومة وقيمها الجامعة ينقل بالتحديد الجغرافي التقليدي نطاق المقاومة إلى طوراللاتحديد والإنتشار، وبخاصة بعدما تزايدت الأهمية التكنولوجية بجوانبها المتنوعة في البناءين الإقتصادي و السياسي لدول العالم في مختلف تصنيفاتها ، صناعية ، نامية ، كبرى صغرى، وهنا تتحول "القرية الصغيرة" من نموذج يجب عولمته إلى نماذج تتلافح وتتلاقى.

5.التكنولوجيا لا تعد في ذاتها إلا إجراءا لا يجب أن ينفصل عن القيمة التي تحققها -ويجب- المقاومة باعتبارها عملية تحررية تستهدف الإنسان أولا و أخيرا ، لذا على التكنولوجيا دوما أن تعبر عن الفكرة كقيمة معبرة جمعية ، وليست فئوية أو حزبية ، لأنها بذلك تضمن غلبة الإجراء على القيمة فتنهار فاعليتها.
6.قرار استخدام التكنولوجيا في المقاومة يقدم خيارات استراتيجية، ففي حين يعمل ذلك على الانتقال بالمقاومة إلى مرحلة "اللاعنف" ، باعتبارها إمتدادا للمخزون المعنوي في الحروب و المواجهات ، وبالتالي فهي تعد تصعيدا وليست تسليحا (التسليح مواجهة سلاح بسلاح، إنما التصعيد يقوم على تعطيل سلاح العدو ، و المقصود هنا هو الخطاب السياسي و تكنولوجيا المعرفة)، إلا أنه في الوقت نفسه يمَّكن من توظيف افضل واستقراء استراتيجي أفضل لتطوير عمليات المقاومة المسلحة.


في النهاية - لتلك البداية المختصرة- ، يظل الفارق بين المقاومة و الإحتلال/الإستعمار/الدكتاتورية ، فارقا قيمياً / معنوياً ، لا يستند إلى الحسم اللوجيستي/الردع ، بين الطرفين ، و الذي يميل فيه ذلك الأخير لصالح المستعمر و المحتل و السلطة القمعية في أغلب مفاصل التاريخ. فالقيمة المعنوية الجامعة للمُحتّل و المُسْتَعمَر و المقهور ، أكبر من تلك اللوجيستية الرادعة لغريمه.
المقاومة هي إثبات وجود وموقف تعبيري تختلف وسائطه، فيه من الدلالة الكافية على حسم الفكرة في مقابل المادة:


فإن يُقتلوا فالقتل أكــــرم ميتةٍ     وكل فتى يوماً لإحدى الشواعب
وما قُتلوا حتى أثاروا عصابةً     محلِّين نوراً كالليوث الضوارب
 (أعشى همدان في وصف ثوار معركة "عين وردة")


************************************************
رابط المقال على صفحات مجلة فلسطين الشباب:
http://www.filistinashabab.com/index.php?option=com_k2&view=item&layout=item&Itemid28&id=1094

لتحميل عدد مجلة فلسطين الشباب لشهر آذار /مارس 2012 في صيغة البي دي إف Pdf:
http://www.filistinashabab.com/media/k2/attachments/FA_63.pdf