Friday 24 May 2013

خربشات على بسالة من رماد


بسالة الرماد:


لا تأويل افتراضي للمسافة، فتلك هذيانات الوسائط الزئبقية، إذ تفقد منطق الجسد/المكان. فالمسافة على قيد الوفاء لسجايا التأويل، لها منطق الشعر، و الشعر خيال لا افتراض، خيال وحشي، غض، كالحرية في الحيوان قبل مس من الإنسانية بظلم. خيال لا يروضه قياس/افتراض يتأبد بتيه بين وجه ومرآة.

حين نحب/ننتمي/نكون ، ننزع عن الجغرافيا و المسافات أبهتها بالأمكنة، والافتراض عدو الأمكنة، كلاهما يبطل الآخر، لتصدُق مقولة رهيف فياض، في زمن "العولمة/الافتراض": "لندافع عن الشعر في العمارة" كذلك عن الشعر في الآن.

فـ"اللامكان هو المكان وقد نأى في الروح عن تاريخه" (حسين البرغوثي) ، أي روح تلك التي يحملها "الافتراض"؟؟ و الشعر ميل الروح الحر. 

فإن كانت كلمة "مكان" من الممكن و التمكن، و لأن كل مكان بالـ"ممكن" منه ، فأي ممكن يمتليء به "الإفتراض"؟ أي ممكن يتآلف مع تهديد اللاواقع المتضمن في الإفتراض... أي شيزوفرينيا تلك التي نحملها لأمكنتنا بعدما إرتشحت منا؟!

حتى الخيط الذي يقف عليه المكان بمنتهى الألق، هو إفتراض لم يستو في ذاته، إنما إستند على واقع المتخيل خيطاً، ليستقيم اللانهائي، و يسكن المعنى...هكذا أقول لي على خيط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الديجافو ، هو حنين و تقاطعات مكانية لا نعرِّفها بنا إلا كذباً و توقاً، و إلا ما أغرتنا بالمتعة منها؛ و المعرفة و المتعة لا يتبادلان أطراف الحديث، و تلك كلها ترتشح من بقعة مكانية ندركها مادياً..
بلفظ آخر هي أن نصاب بنوستالجيا الأمكنة، أي أن تمسنا نداءات بقايانا التي فقدناها من ثقب خفي في صرة أحلامنا وهوياتنا و نداءاتنا و حيراتنا و هواجسنا بل و حتى ذنوبنا المشتهاة. و هناك في تلك البقعة المكانية دون غيرها تآلفت، هي البقايا التي يصح عليها القول : نحن نتاج ما نفقد على طول الطريق، لا مانكسب و لا ما قد نصل إليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أإذا إنهار الأزرق المتسق كوناً حولنا، ألنا أن نعيد لخزائننا ما وهبناه باسم ذلك البذخ الأعمى من مواثيق صداقة و حب و عداء و غيرة و غيرهم من الصور الفوتوغرافية التي باتت غير معرّفة بكذب بهي..؟؟ أم ترانا بتنا أقرب لإفتراضنا على هذه الأرض، أكثر من واقعها فينا؟
حينها، في آذان الحي على الإنهيار، أسنعرفهم هؤلاء الذين كدسناهم معلقين في خزائن قوائمنا الإفتراضية، أم أن تلك صلاة لا جماعة فيها ولا إمام، محض عدم يتخفى بأرقام و افتراضات..فنعود لوحدتنا ، و التي باتت بعد الكذب أفدح مرارة..؟
سأعيد غسيل قوائمي الإفتراضية، و أرفع سورًا يقيني رياح اللاأكيد من البشر و أشباههم، فليس ثمة إفتراض له عهد ، يوم ينهار بنا الواقع. 
****************************************************
ما استجمعني أعلاه هو شرك من ضلالات حرة تغنيني عن توحيد الهداية القيد، شذرات مما كلمتني به أنفاسيقبل الغبار ، تعليقًا على الذات و الزمان و المكان و العالم الإفتراضي، أكتبها لأحميني بالاعتراف الفوضى من الهزيمة الزهو، إذ أرى أقران 
البشر باتوا أكثر تفاقمات متراتبة لما ليس من عالمنا إلا إفتراضاً...إذ لا أزال واقعاً مفرط في البدء.