سأحلُمُ ، رُبَّما اتسَعَتْ بلادٌ لي ، كما أَنا واحداً من أَهل هذا البحر ، كفَّ عن السؤال الصعب : (( مَنْ أَنا ؟ … هاهنا ؟ أَأَنا ابنُ أُمي ؟ )) لا تساوِرُني الشكوكُ ولا يحاصرني الرعاةُ أو الملوكُ . وحاضري كغدي معي . ومعي مُفَكِّرتي الصغيرةُ : كُلَّما حَكَّ السحابةَ طائرٌ دَوَّنتُ : فَكَّ الحُلْمُ أَجنحتي . أنا أَيضاً أطيرُ . فَكُلُّ حيّ طائرٌ . وأَنا أَنا ، لا شيءَ آخَرَ /
Thursday, 9 January 2014
رحم
أسير فيَّ غريبًا عني، حرًا مني، مما تعلق بي وسمى نفسه عالمي، فلا شأن لي بما هو لي. أتأملني كغريب أرتشفني بهدوء ورتابة كغلو القهوة، وبذج السيجارة. لا زوايا لي في هذا العالم، أنزلق بين الهواجس والهزائم والحيرات، كبقعة زيت طافية على سطح المكان واللغة. بدأت من داخلي تلك الحالة من "اللا مسمى"، اللاوصف اللالغة، حيث الأشياء والأشخاص والمعارك لها حضور شامل فيما وراء لغتها وعلاماتها إطلالة المدلول وتحرره من الدال و سطوته، يطل من خلالها الوجود الحر وكأنه بلا تاريخ أو معرفة أو ظل، فيصير قابلاً لأن يتعرى من كل ما تعلق به من مماحكات الإنسان. حضور غض، بري، متوحش ... والأهم أنه حر.هنا يكون الإيقاع هو السابق على الزمن، هو الإتساع والمدى هو اللامسمى، الحر المتجرد.الموسيقى إتساعي، حيز أفضي به إلى المزيد من المجهول فيَّ، إلى ذواتي المتجددة والمنطلقة كأفراس من ضوء، تحررت من أسماءها، وما علق بها مني، فلم أجد ما أعرفه فيَّ من تعدد مسمى، وجدتني في تحرري من كل إسم مررت به يوماً أو مر بي.فأسير فيَّ دون إسمي ورسمي، ثمة إتساع بين ذاتي وأول مواثيق الكون خارجي: حواسي، كل ميثاق لحاسة من طينتي يسير حراً في المدى، فيغدو عالمي أوسع، ومداركه فيَّ حرة من مهادناتها ، فأدرك الله بالماء ، و المسافات بالتنهيدة، و الأزرق برائحته، و الشوق بملمسه. ذاك الإتساع هو نصي الآخر لذاتي، لا أصبح فيه أنا سيد علاقاتي بي، هو نص إنتصار بهزيمتي، بتساميَّ في هذا الجسد.ألفتي هاهنا مختلفة، فهي ليست إرتشاحاً لمعرفة، وإلا وقعتُ ضحية الخوف من الأكيد، ألفتي
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment