Sunday 9 August 2009

على هذه الأرض ما يستحق الحياة : رسالتي لمحمود درويش


ليست هذه أول رسالة أكتبها إليك ، ولن تكون الأخيرة...
لم أرك ، ولم تراني ..
ولن أراك , وستراني... فأمثالك يسمون خارج تعاريف الموت...
كم أشتاقك...
فهل تكفيني دموعي لأصل إليك؟؟
لأرتقي لك قوس قزح سلما من أثير....
فوق حدود الزمن ، وتعاريف الكلام...
داخل الأسطورة ، وحفيف الحلم...
أرتقي إليك...
في" ياء" إنتمائنا لها..
في أديانها الثلاث...
في خيولها البيضاء...
في جبينها العالي...
في ظل الله...
مابين بحرها ونهرها...
في خطوط كف يدي...
مع إدوارد سعيد..
مع حايكة غسان كنفاني...
غارقا في حبر ناجي العلي...
في "عباءة جدي المعلقة كخيمة من ريح ..ومن حلم"...

ليست أولى رسائلي إليك ولن تكون الأخيرة ، لم أرك وتراني. فأمثالك لا يمسهم الموت...كما لم تمسسنا الحياة...بعدك. إسمح لي أن أقرأ كلماتي بصوت عال ...
ف"عربيتي" ليست بعذرية "عربيتك"..لتصلح لي أخطائي ولتكن بعدك أنت لغتي و حروفي...

أمام فوهة الوقت...

قرب بساتين مقطوعة الظل...ظلك.
أنتظرك لتعرفني طعم قهوة أمي..
وخطوط كفي أبي...
لنسمو إلى الله...
أنتظرك لأشم رائحة الخبز الأول ، والحنين الأول...
أنتظرك لنركض بحرية في أحرف ثلاثة (و) (ط) و (ن)...
إن لم تتسع لنا فلن تتسع لغيرنا...

أنتظرك لنرتقي سماء الأسطورة ...
من وحل الواقع ... والحصار...

فكل نبض فيك ليس في...يوجعني..
ويرجعني ، من زمن خرافي ..
فيوجعني دمي..
ويوجعني الملح..
ويوجعني الوريد...
معك ستظل امي تبحث عن نساء أجنبيات في ملابسي الداخلية..
أشيب أنا وتظل هي معك...

بك لا حيرة للون بين الحنطة و الضوء...
وبعدك...لا لون..
بك سأحك حرفا بحرف لتولد نجمة...
سأقرب حرفا من حرف لأسمع صوت المطر ..
وهسيس القيامة...
سأضع حرفا على حرف لأجد إسمك مرسوما...
كسلم قليل الدرج ...
إلى الله
...

1 comment:

Anonymous said...

رسالتك وصلت ..إلى القلب