Wednesday 2 November 2011

السمسم

فلنتفاوض كسيدين.
إجلس هنا أمامي ، فأنا جالس ومعي ما تريد،
وحدق فيَّ كما ينبغي لخصم أن يحدق ، ثم ضع على المنضدة ما تحتوي جيوبك:
الحديقة أولا . إنني أرى الجذور تخترق السترة، و التراب يعفر قميصك. هنا على المنضدة... الحديقة أولاً.

ثم هات السحابة تلك ، التي تبلل حواف القبعة، وتتدلى خصل باردة منها بين خصلات شعرك. وهات القوس قزح، ذاك ، المائل على صدارتك المذهبة، هاته..هنا على المنضدة.

لا، لا تكن شاحبا، ولنتفاوض كسيدين ، فمعي ما تريد.
إجلس أمامي ، وضع على لمنضدة ذلك البهاء الذي أتعب مديحي..هاته وهات المساء المتدلي على صدرك كربطة عنق..

  مثقلا بالدماء ، مائلا كقوس يمتد من الذهب المسبوك بزنازين أجدادي،  إلى المديح الكذاب على عتبات صباحاتك..هكذا يتمدد ظلك على وطني، وبعون صوتك وسمعك يأخذ الوقت طريقه إلى الكلام الأخير..

أصارحك بالسنونوة الميتة على رأس شارعنا...
أصارحك بأنين الباب لصاحبه...أنا الجالس هنا، أمام صحن الرجل الذي قتل في الباب فلم يلمس وجبته...

أميري يا عافية الظلام، تسلل من الفضيحة إلي..

ولتخرس أمام البهاء الذي ينثر السمسم على أرغفتنا.


من وحي سليم بركات...

No comments: