Saturday 14 July 2012

من هوامشي: الفكرة و المجتمع.

كانت مرحلة "الإنتاج" لحظة فارقة في الوعي الإنساني الجمعي ، بأن استطاع الإنسان تجاوز الحيز المادي للطبيعة ، فأضفى على الحجر و الخشب -مثلاً- بعدا آخر غير حيزهم المادي الموجود في الطبيعة ، فكانت "الفأس" ، وهي أداة أنتجها الإنسان في صورتها المادية تحقيقا لفكرة متخيلة و متجاوزة في عقله وهي : الفكرة/الإبداع والتي تكونت متخيلة في ذهنه قبل أن تصبح مادة ملموسة..
لذا أصبح العمل المجتمعي (بين جمع الأخشاب و الحجارة وتركيب الفاس) مرتبطاً بأهداف تتحدد تحديداً واعياً وقيمياً  متخيلا ، بشكل تسمو -الأهداف- به -الإنسان- فوق حيز الكائن الحي البيولوجي/الحيواني، ليصبح النشاط المجتمعي جزءاً أسمى من الإجتماع (الطبيعي/الفيزيولوجي) ذلك الإجتماع الذي يؤمن فقط الحيز اللازم للوظيفة البيولوجية من تكاثر وتغذية و إخراج وغيرها.
ليصبح الإبداع و التفكر ومجاوزة الطبيعة المادية الفيزيولوجية هي أولى مهام الإجتماع الإنساني (بداية من أبسط أفكار المجتمع الإنساني : الذات و الأنا، وماتحفزه في الفرد ملكة الحوار الذاتي مع المحيط كالشك مثلا ، ولنا في رائعة ابن طفيل خير مثال).
وبالتالي ولد مايسمى "الإحساس" ، ونشأت مقولة  "الزمن"، فالإنسانية شبه الحيوانية كانت تعيش في المكان البيولوجي/المادي ، فكانت تميز المكان من دون أن تميز الماضي من الحاضر.

No comments: