Sunday 1 July 2012

ليل فتاة


أَتتهُما منْ ناحِيةِ الجْسدِ الزَبَدي المُنتهك وآخِرُ إلتِماعٍ للرَغبةِ فيْ الدَم، صَعَّدت سلالمَ جِدالهِما المُعلق، إلىْ حرمَانها وحرمانِهم كلٌ بِنقشِه، و أَوصَدت بابَ المعدنْ خلفها، و أَعيُن العَتمةِ تلتصُق بِه. فدَخلت عَالمهُم الضاج بصَمته ورائِحة الجَسد تَفُوح منْهُ. فقاعةُ صابونٍ معدنيةٍ جمعَتهم وَسطَ تِلكَ المدينةِ المُّفرقة بمعادِنها ومرايَاها وأكاذِيبها وأجسادِها وقبورِها البَاذِخةِ الفقيرة ، والموتُ محضُ تأويلٍ وجمعٍ وآلهة.



صمتٌ يمهلُ الخفيَّ الأخرس ليُعبر عنْ نفسِه تَلبسَ فراغَاتِهم، في الطريقِ إلى فقاعةٍ معتمةٍ أُخرى للهوِ بالجسدِ والرغبةِ والذُكورة الصَدأ و الأنوثة النهب.
فاجأها بعِبارَته التي وقعتْ منها مَوقِع الكمالِ من الكَذب ، إذْ يقولُ متشحاً باسمِها الذي لايُصدقُ نسبته إليها:
"أتدرينَّ أنكِ أَصلُ الحريةِ فينا؟"
تلَبَسها إستغرابُ الأنبياءِ الجدد : "ماذا؟"
- "حرةٌ أنتِ من أكاذيبنا
منْ أيامنا
منْ تعبنا
منْ حلفاء يتقاسمون غبارنا
منْ مائدتنا وندمنا
منْ جواهرنا المكنونة
منْ أجسادنا الاحتفال و النهب
أنتِ الشكلُ والمعنى، حرٌ في تجانس أجساده
أنتِ الأصلُ في التجارة و المدينة"





نظر إليه شريكه في الفقاعة و الفراغ و النهب، ومواثيق بصره تقول:
"ماذا تنشد؟"
أكملَ دون أنْ تُوقِّفه تراجم ذاك :
"حتى خيالنا لكِ نهبٌ خائفٌ، فسردياتنا المرويةُ تهابُ جسدكِ وظلك، فتتعَللُ بغياب القضيبِ عن المسرح، إما زوجٌ قصرَ في نُبوتِه، أو أبٌ غافلته الحَاجةُ، فعاقبتكِ السماءُ/السردُ بحريتك الأكبر منها ومنهما..أو قَتْلُّكِ الشرف الفاخر النصل... تُمهلينَ الأرضَ حتى تأتي شفَاعتها مستعينةً بما لايُرى منْ الشجرِ و الجَنة
"





هُنا أَعاد صديقُه شاهدُ المُحاكمةِ تَرتيبَ لغَضْبتِه الذُكورِية لُهاثَها حَولَ سَارِيةِ الجَسدِ، ليُوقفَ هَزيمةَ المهزلة ، قائلاً:
"مَاذا تقول؟"
فرد عليه:
"أعيدُ تَرتيبَ الرَاياتِ و الفراغِ و المسافاتِ، أعيد للهزائم أبهتها"، ثم أعادَ ناصيةَ رَسمه الكلامِي إلَيها:
"أشجع منّا جميعاً أنتِ ، تجيبينَ أَسئِلتنا البَكْماء بكذِبنا مطلعاً مطلعاً، تَقفِينَ على ساقينِ من نورٍ كأبجديةٍ كاملة النبر ، و نحن أنصَافُ أصواتٍ و عتمةٍ".
حينها أخذت الذكورةُ كفايتها من الهزيمةِ على النِصف الثَاني من الفُقاعةِ ، فأَوقفَها رُبانُها وأخَرجهُما من كذبته السائلة ورَحلَ بينَ الأعمدةِ حاملاً صليلَ هزائمهِ الأبهة، حينها نَظرتْ إليهِ وفَتحتْ له يَدها بكمالً ، وقالت:
"تعالَّ مَعي نُعلِي صَواري اللونْ والشكلْ وَحدنا ونَلتفحُ مرحَ النورسْ ولُهاثه في الجو و البحر الغائبين، تعالى بصُرَّةِ النَدى في نهديَّ أعطرُ ماءَ وردكَ والمعنى، وإحرص على ظِلكَ من ضَوئِهم وعَتمتِهم".
فقالَ لها موصداً بابَ الهواءِ الشفيف بين جسدَيهما:
"أنْا لا آتي الحَيَّ إلا نَهباً ، ولا أحدَ يعودُ من النهبِ كاملاً حياً....سامحيني" 




No comments: