Thursday 16 July 2009

أعلى نسبة دعارة

لابد للمراقب و المشاهد العربي أن تستوقفه صورة الزعماء و القادة العرب في أي إجتماع للجامعة العربية ليتسائل ما الرابط بين كل هؤلاء غير الشجب و التنديد و الإدانة ليجد أن الروابط أعمق و أقوى من ذلك بكثير(وطبعا توجد إستثناءات) :

1. مدة حكم لا تقل عن ال 20 عاما كحد أدنى.

2. أنظمة عسكرية تتخذ من السلاح صولجانا و كرسي عرش ، مستخدمة الأوامر و النواهي لغة حكم ، فيما يدل على أنها ديموقراطيات ورقية ، تخاف المدنية و تهابها ، تحترف طبخ الخيانات و دروب الكارثة في جمهوريات الشفاه الخرساء .

3. دساتير ملأى بالثقوب ثابتة منذ الأزل قابلة للمسخ في ثانية غير قانونية عند كل مسرحية إنتخابية أو توريثية لتتناسب وحذاء الفرد الحاكم و تبرر تأليهه بعيدا عن كل أعراف الإنسانية من ديموقراطية و حقوق إنسان.

4. وجود فجوات في الزمان و المكان و الإنسانية على أرض أوطاننا تعرف بالمعتقلات حيث الداخل إليها مفقود و الخارج إن خرج ممسوخ ،تتميز بأنها أوسع من أسوارها التي تسجن عددا أكبر من سعتها ، لتصبح بحجم الوطن ، لتقول لنا من كلمات عبد الرحمن منيف في رائعته : (الآن ..هنا ) : ( في بلادنا إذا تحدثت في النهار فأخفت ، وإذا تحدثت في الليل فإلتفت)
فلزوار الفجر فجر يبتلع اليوم كاملا ، لنصبح جميعا لهم فجرا لا صلاة فيه.

5. ولاية العهد و التوريث ، و كأنهم أمراض في بدن الوطن لايزيلهم سوى الموت ، وكأننا مزارع وأطيان تورث بخرافها و أغنامها و عجولها و...تيوسها لوريث أو ولي عهد لايتعدى ال 15 عاما ، أو من لجمالية إسمه صنم ال28 عاما.

6. أوليس غريبا أن نجد و نحن على عتبات القرن الواحد و العشرون من يسبح في العام 1430 في بلد كامل يسمى بإسم فرد؟

7. الطواريء و مشتقاتها من رقابة و حلال و حرام و خطأ و صواب و مقبول و مرفوض ، لنجد أنفسنا قد مسخنا إذ تطالعنا جريدة الفرد / النظام بخبر إلقاء القبض على فلان لدى دخوله البلاد أو خروجه بتهمة تهريب فكرة ..فتقول بدعر: (طوراريء!!!).

8. وزارات داخلية بميزانيات تفوق تلك للصحة ة التعليم و الزراعة و الصناعة مجتمعين في دلالة واضحة على سلم الأولويات في الدولة البوليسية ، وواقع لايتعدى فيه الأمن و الأمان بيوت رموز النظام و كروشهم المتخمة بدماء البلاد.

9. حرية التعبير و الإبداع...و الإختلاف : ويندرج تحتها نقطتين:
1. حرية الصحافة : ففي بلادنا الخائن من الممكن أن يكون صحفيا كل تهمته أنه قد ذكر
النظام والناس بأن الفرد/ النظام لا يزال موظفا و أنه إنسان من الممكن أن يمرض ، ليصبح بذلك قد
أضر بالأمن القومي على أساس أن ذلك الفرد هو قومية بحد ذاته لا تمرض ، لنجد في النهاية من
يهللون و يكبرون لسماحة النظام بالإعفاء عن الخائن ليتعلم من خطأه.
ومن ذلك أيضا طرد المراسليين و ممثلي وكالات الأنباء العالمية و الوطنية الحرة و المستقلة لأنهم
يسجلون واقعا أو لأنهم خرجوا عن نمطية عبادة الفرد وهز الذيل في نشرة أخبار التاسعة.

2. حرية الإبداع : (لا يختص بها النظام بقدر المجتمع المدني إلا أن سكوته يضفي عليها
شرعية كاذبة) ، فالحق الحصري لقريش القرن الحادي و العشرون الذين يتغمغموا بعمامة
الإسلام البريئة منهم بالتكفير والتعنيف ال أدبي بكل وسائل العنف المتاحة وصولا لحد القدح
الشخصي لكل من خرج على نصوصهم و أصنامهم الفكرية و العقائدية ، ومن ثم تجييش العامة
بتوظيف بعض ضحال الفكر من المثقفينليواجهوا الفرد لا الفكرة بقصر نظر يشهد به التاريخ لهم
بعدم القدرة على الإعتراف بأن الوعي الإنساني هو الأقدر على القبول أو الرفض للفكرة دون المساس
بشخوص أصحابها ، ليأت التاريخ ليعطي كل ذي حق حقه في النهاية و ليس هم.

10. حقوق الإنسان يكف لذلك ذكر – مع كامل الإحترام – شعوب أمريكا اللاتينية كالبرازيل و أوروبا الشرقية كأوكرانيا بسجلاتها البراقة في حقوق الإنسان متخطين مستحيل أنظمتنا و هو الوضع الإقتصادي.ويكفي لذلك نظرة على تقارير منظمات حقوق الإنسان التي لا تنفك أنظمتنا أن تمنعها..

11. يرى البعض أن تفوق إسبانيا في إصدار الكتب عن دول الشرق الأوسط قاطبة و الكيان الإسرائيلي
متفوقا في مجال الأبحاث العلمية ما يدعو لتعميم النظرة السوداوية بشأن الدور العربي في مجال
البحث العلمي ، إلا أنني أذكر هؤلاء أن لأنظمتنا دورها الريادي الذي فاق الإنسانية قاطبة ولا يزال في
مجال أبحاث التعذيب ، و يكفي لذلك ذكر ماقاله نجل الرئيس العقيد القائد الأعلى المفدى معمر القذافي
ردا على سؤال حول ما إذا كان الطبيب البلغاري قد تعرض للتعذيب في قضية حقن الأطفال بالأيدز :
( وإيش فيها يعني لو كان إتكهربله شوية ؟؟؟ ولا هددناه بإغتصاب أم أو أخته؟؟)
أو العاهل المغربي السابق الذي كان يذيب معارضيه فيالأسيد ، و من ذلك أيضا قضايا التعذيب في
مصر .
لذا فلا يجب أن يحمل أي من هؤلاء و لو مجاملة أي ضغينة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق
رابين صاحب مبادرة تكسير عظام أطفال الحجارة ، لأنه لم يعدو كونه تلميذا.

12. وطبعا وضع المرأة المهان و الموتور الحرية في نظرة مجحفة لأسمى الكائانت و أعظم الإستثمارات الإنسانية ، و لكن إسمحوا لي فأنا سأخصص مقالا كاملا عن المرأة وحقوقها في بلادنا.


و في النهاية ، عند النظر لذات الصورة التي تجمع الرؤساء تحت قبة الجامعة ، يمكننا النظر بأمل لمستقبل واعد السواد يقوده :
من إتهم بالتآمر لقتل أحد رموز النضال ضد العدو الصهيوني ، والذي لا و لم ولن يمتلك من القدرة على إثبات البراءة سوى بإطفاء الأنوار ليحتار أين يضع نعش الشرف بين شهداء صبرا و شاتيلا أم غزة أم جنين أم قانا أم بيروت .
وآخر مطلوب للعدالة الدولية بتهمة تنفيذ جرائم حرب في إقليم بالكامل ، في بلد من المفترض أن يكون سلة للغذاء في لعالم لا مرتعا للجن على جواد (جنجويد).
وثالث يعشق أن تحرسه السيدات في خيمة يقف ببابها جمل ، يتميز بحضور سينمائي شديد بدأ بإتهامه بإسقاط طائرة مدنية وتقديم كبشي فداء ‘ إلى إستخدام الأزياء و الأشكال و المظاهر الغريبة و التصريحات ال....(؟؟!!!!).
و أخيرا ولن يكون أبدا آخرا حكام بلاد النهايات بأعلى برج و أغلى فندق ,أغلى سيارة ....وأعلى نسبة دعارة.
. .

No comments: