Sunday 7 June 2009

ردا على أوباما......1

أعلم أن ما سأبدأ به الآن يقع خارخ حدود السياق المعنون أعلاه ، ولكن..
1.في عصر الديكتاتوريات العربية المزدهرة ، ليس من المستغرب أن تقرر الحكومة / الفرد برئاسة ذات الفرد الإستغناء عن المدخول القومي ليوم كامل في زمن الفساد و الأزمات ، تحضيرا لزيارة رئيس دولة ما .لتخسر البلد من إنسانيتها وحضارتها و إحترامها لذاتها وليوم من الحياة بكل ما قد يحمله لنا من مقدرات و ظروف متى وقعت فلن تنتظر موافقة الفرد على المرور.
ولكن رب ضارة نافعة، فذلك اليوم وإن كان بدون تخطيط قد ساهم في إيقاع الناس فريسة التفكير و من ثم التفاعل مع حدث بالغ التفرد وخطاب آخاذ .

2.في عصر المعلومة السريعة مرئية كانت أو مسموعة ، من السفة و الحماقة السياسية و التاريخية أن تتم عملية تجميل لواقع ميت صارخ اليأس في 12 ساعة ، متغافلين عن حقيقة أن المظاهر الكاذبة سرعان ما ستسقط في ثانية ، هي عمر إنتقال المعلومة عبر شبكة الإنترنت متى بحثت عن مكان الرقص حول النار ، لتظهر حقيقة ال(قبل)و (البعد)- و العودة لل(قبل).

حدث مثل خطاب الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما هو بالحجم و الأهمية التي لا نملك أمامها إلا التوقف و التدبر :
خطابه للعالم الأسلامي / والعربي ،وللترتيب معناه ههنا ، متخذا القاهرة منبرا لذلك الخطاب كان قمة في الدراسة و الترتيب ، فإختيار القاهرة ،و تحديدا جامعة القاهرة لم يأت إعتباطيا، ولم يأت من الرياض،ولذلك أسبابه في نظري،
فالقاهرة هي العاصمة الإسلامية - العربية الأثقل تاريخا وحجما وتأثيراوإقتصادا و الأغنى أيديولوجيا .أما الرياض فهي العاصمة الإسلامية لبلاد (منبع الإسلام) وتحديدا السنة النبوية المطهرة ،وفي ظل حالة التجاذب و الشد مابين كل من السنة و الشيعة ، ماكان ليصبح إختيار مدينة تقع ضمن خريطة أحد الطرفين المتجاذبين بتنافر أمرا صائبا ،لما من الممكن أن تحمله خطوة كتلك من إحتمالية إعتبار ذلك رسائل مبطنة ، و لذا يمكن أيضا تطبيق ذلك على إختياره لجامعة القاهرة و ليس الأزهرمع أن الرئيس جاء على ذكرها في معرض حديثه.

طرق أوباما بمنتهى الذكاء على وتر العاطفة لدى الشعوب العربية العاطفية الموغلة في الظواهر الصوتية ، مما دل على الحنكة السياسية و الوعي بالذات و الذات الأخرى، فبمجرد أن إستهل حديثه ب (السلام عليكم) أكسبه من التأييد ماكأنه قد حرر فلسطين، مما يدل على حالة الإنزواء و التوحد الذي وصلت إليه شعوبنا العربية في عالم مفتوح ، فكانت لتلك التحية تأثيرا قويا أنست الكثير منا المنطق و التاريخ و تجربتنا الطويلة مع الكثير من العبارات و الكلمات الرنانة، فكان أوباما أقرب ما يكون غاندي العرب.
ومع ذلك لاأنكر أنني شخصيا وقعت ضحية مثل تلك العبارات باديء الأمر.

ثم كان بعد أمر التحية أن إعترف تاريخيا بالدور الذي لعبه الآخر في وجوده ، و تلك أولى خطوات إحترام الآخر و هي الإعتراف بدوره ووجوده ،ذلك الدور الذي أرى أننا وليس الآخر في أحوج مانكون لئلا ننساه. كان ذلك الإعتراف خطوة لكسر الصورة النمطية عن الإسلام و المسلمين و التي يتبناها الكثيرون تحت مظلة الجهل أو الخوف من الآخر أو الحكم عليه بتصرفات فردية تناقض التاريخ و الواقع ، تلك التصرفات التي نتجت عن واقع موغل في الظلم و الديكتاتورية و الفساد و إنعدام أبسط مطاهر الكرامة و الحقوق الإنسانية ، وتقاعسنا عن الدفاع عن أبسط صور ثقافتنا الإسلامية المرنة المتفاعلة مع الآخر ، بل قد لجأت شريحة كبيرة من مثقفينا و عقلياتنا المفكرة للإنضمام لجوقة الكهنة لإسباغ الرضا الإلهي على أولي الأمر، أوالتقوقع في صدفة الأفضلية و الهداية و الصلاح عن الآخرو التعالي بالدين ليس فقط على الآخر بل أيضا من يجرؤ على الإختلاف و الطرح، فيقدح بالكفر و الفجور، و كأننا أولياء الله الصالحين.

إحترمت السيد باراك أوباما و إحترمت إيمانه بديناميكية (فيزياء) الحرية، الحرية التي تجعلني أرفض فكرة ما ولا أفقد إحترامي لصاحبها ، فالحرية التي دفعت إمرأة ما لإرتداء الحجاب تستحق من الإحترام والإعتراف القدر الكافي لتلك الحرية التي دفعت غيرها لرفض إرتداءه ، فرفضي للحجاب (الفكرة) منفصل عن فاعلها بدون أن أخسر إحترامي له.

بخصوص المسألة الفلسطينية:
1.الديموقراطية: يجب أن تحترم بغض النظر عن نتيجتها ، فالعملية الديموقراطية ، يجب أن تنفصل عن قبولنا أو رفضنا لنتيجتها ، فإن أتت بك قد تأتي بغيرك ، فهي باب لعالم السياسة ولكن للسياسة شروط و من هنا كان ربط إزالة صفة الإرهاب عن حماس متى إعترفت بإسرائيل دون نفي ديموقراطية العملية السياسية التي جاءت بحماس.
(و أنا هنا أود القول أن لكل ميدان معركته و لكل قائد ميدانه ، فمن إمتهن الحرب لن يمتهن السياسة ، و من إمتهن المقاومة بالسلاح لن يجيد مع السياسة حرفته بسلاحه).
2. بخصوص المقاربة شديدة الإجحاف و الظلم للتاريخ الفلسطيني مع الإنتداب ثم الإحتلال والمقاومة و التاريخ اليهودي مع النازية فلم أجد ردا أبلغ على ذلك من كلمات محمود درويش الخالدة:
(ليس من واجب اليهودي وحده ،ألا ينسى مذابح النازية . كل الناس الذين لم تمت ضمائرهم ، وكل أصدقاء الحرية يشاركون ضحايا النازية إحياء الذكرى وإستخلاص العبرة .وخاصة عندما يتكرر التشابه التاريخي بين النازية وبين حركات عنصرية في عالمنا اليوم .و مهما بلغت درجة العداء الإسرائيلي – العربي ، فليس من حق أي عربي أن يشعر بأن عدو عدوه صديقه ، لأن النازية عدوة كل الشعوب، هذا شيء، و لكن تمادي إسرائيل في تفريغ أحقادها بشعب آخر..هو شيء آخر. فالجريمة لاتعوض بالجريمة . وأن يطالب الفلسطينيون و سائر العرب بدفع ثمن جرائم لم يرتكبوها لايمكن أن يكون تعويضا عن الكارثة . إن الإسرائيلي يباهي الدنيا بأنه رائد اللجوء و الغربة في التاريخ ، حتى حول هذه الصفة إلى ميزة و إمتياز. ولكن من يملك حاسة اللجوء و الغربة أصبح عاجزا كل العجز عن إدراك هذه الحاسة لدى الآخرين. و ليس من القسوة أن تقول أن سلوك الإسرائيليين الصهاينة ضد شعب فلسطين الأصلي هو تطبيق متشابه للممارسة النازية مع اليهود أنفسهم. وليس من القسوة أيضا أن نقول أن سلوك الإسرائيليين و الحركة الصهيونية في علاقاتها الدولية يوحي بملاحظة أنها تتاجر بدم الضحايا اليهود. بالمال و العتاد اللذين تأخذهما ثمنا لضحايا النازية تقتل شعبا آخر. ومن هنا ، ليس من القسوة أيضا القول أن الطريقة التي تحيي بها إسرائيل ذكرى ضحايا النازية تتسم بالإبتزاز ، لأن الهدف السياسي من إشباع الإسرائيلي بحس الكارثة مكرس لإشباعه ، في الوقت ذاته ، بالحاجة للإنتقام لا من قاتله.. بل من ضحية أخرى هي الشعب الفلسطيني . إن الصهيوني الوقح لا يخجل من الإعتزاز بأن فقدان ستة ملايين يهودي –إذا صح الرقم- قد أعطاه وطنا.)

4 comments:

Maisa M. Rahman said...
This comment has been removed by the author.
Maisa M. Rahman said...
This comment has been removed by the author.
Maisa M. Rahman said...

I agree to most of what you said, Abdullah. However, I think it's too early to decide how credible the speech is. In my own humble opinion, actions speak louder than words; so lets wait and see before we prejudge matters.

Abdulla.N said...

thank you for your participation maisa...and i agree with you and i hope that our arabic short memory wont decive us as usual..lets wait for his actions..