Saturday 6 June 2009

أنا و ليلى الحلم

هي ليلى إبنة الثمانية عشر حلما، تجلس في ذلك الوقت المتأخر من الليل تتصفح جرائدها و مجلاتها في ضوء ذلك الشارع الرئيسي في سكونه الذي لا يمزقه بين الحين و الآخر سوى صرير إطارات سيارة .
تطالع وجوه النجوم و عناوين الأخبار بأبطالها و شخوصها وخطوطها العريضة، يباغتها ضوء سيارة تقترب منها، تراه من يكون، أتراه هو؟
يرحل ذلك الآتي من البعيد للبعيد بجريدة دفع ثمنها نظرة متفحصة،مجموعة من علامات الإستفهام و التعجب،إفتراضات سيئة، و جنيهان.
يرحل بصريره وضوءه، فتعود لمجلتها باحثة عنه ، لاتعلم عنوانه بين الأوراق و الصور...أين تراه يسكن؟في خبر عن النجمة الفلانية ؟ أم صورة إبن الوالي يطرز القوانين؟ أم في حظك اليوم؟لكن ليس الحوادث...
أم تراه يقود سيارته ، متجها إليها ، ليحملها على صفحات مجلاته و كتبه؟..
تأتي سيارة تلو أخرى، حلم تلو آخر، أمل تلو آخر ويرحلون...وهي لا تزال تقاوم.
" الله أكبر"...أذان الفجر يعلوليوقف رحلة بحثها عنه، فتطوي صفحة الحلم في جريدة الأمل،وترتب جرائدها و مجلاتها فوق بعضها البعض و تربطهم بحبال الصبر...
" سأذهب الآن للمدرسة،و سأعود باحثة عنك في ليلة أخرى.."

-"من أنت ؟و ماذا تفعل هنا؟"
باغتني صوته بقسوته وغلظته و جهله من خلفي..
- "أكتب عن ليلى."
-"أين هي؟"
-"في خيالي.."
-"أين أوراقكما الثبوتية؟"
-"هي حلم و أنا قلم"
-"في زمن الطواريء لاحلم لاقلم..إرحلا قبل أن أقبض عليكما بتهمة إرتكاب حلم فاضح في موت عام"
ألملم أوراقي وأقلامي .
.
.
.
أعذريني يا ليلى...تأخرت عليك..لاتنتظريني ، ربما لن آتي ،سأوفر حلمي لزمن آخر.
وإفترقنا
.

No comments: