Saturday 6 June 2009

فيزياء الحرية


الحرية هي فعل ذو تجاهين من نقطتين على مستوى أفقي ، من كل نقطة يخرج خط مستقيم يمثل الإتجاه و المقدار نحو النقطة المقابلة،و لكي يكتمل تعريف الحرية يجب تساوي المقادير، إذن حريتي في إختياري - أنا النقطة ( أ ) - لفكرة ما و ما ينتج عنها من أفعال أو إختيارات ، يجب أن تتساوى في المقدارلحرية إختيار الآخر - نقطة ( ب ) - لرفض نفس الفكرة و ما ينتج عنها ، و ما بين الإختيار و الرفض يكمن الإعتراف ، يجب أن أعترف بكينونة الآخر لأعترف بإختياره المقابل، لذا لا يجب إختصار الآخر في إختياراته أو أفعاله أو أفكاره ، لأن حريتي لا تكتمل إلا بوجوده و حضوره الفاعل .

ما دعاني لكتابة هذه السطور ، هو حالة الشد و التطرف الي سادت عقليتنا ،و التي لا يمنعها علم أو ثقافة أو مستوى إجتماعي، والتي إختصرت الفرد في فكرة ما ، مما أسقط عنه تميزه الفردي و كينونته كإنسان هو نتاج لمجموعة غير منتهية من التجارب و الأفكار و المشاعر و الإختيارات و العلاقات ،فأصبح بكل ما يحمله لنا مجرد فكرة إما الإعتراف بها أو إنكارها ، أي الإعتراف به أو إنكاره .
(الأشياء تخرج من أضدادها ، لوجود الشيء يجب وجود الضد) هكذا قال نيتشه، لذا لأعترف بحريتي يجب أن أحترم حرية الآخروأن أعترف بها و إن كنت لا أوافقه على فكرته أو إختياراته.
أوليس هذا المنطق (الرفض) مسوغا للعنف الديني و الفكري و السياسي و الإنساني تحت مسميات واهية من دين و قومية و هوية و..إلخ، تحت قبة الحرية، و التي هي أولى مظاهر الإنسانية ، و التي بسببها خرج آدم و حواء من جنة عدن عندما إختاروا أكل التفاحة؟!! برغم أنها كانت محرمة تحت مسمى الدين؟؟ و بسبب الحرية أيضا كانت الجنة و النار؟!!
فالعنف هو عدو الحرية الأول ، لأنه يهيء لأصحابه إحساسا زائفا بالأمان و الإنتصار ، سرعان مايتحول وهما لأن الأفكار لاتموت أما الأفراد فبلى ، ليصبحوا أخيرا كدون كيخوت يصارعون طواحين الهواء..وحدهم.
وفي النهاية الفضاء الفاعل للإنسانية هو الفرد ، و الحرية ، و الفكرة.
وأضعف أطراف هذا الفضاء هوالفرد
.

No comments: